تباينت المشاعر وانقلبت المواقف فى نادى الزمالك بعد أن أصدرت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة حكمها برفض دعوى مرتضى منصور وتأييد شطبه من عضوية النادى، والذى استند إلى نص اللائحة بفقدانه أول شرط من شروط العضوية بألا يكون قد صدر ضده حكم مقيد للحرية، بالإضافة إلى أنه حتى لو كان قد صدر الحكم لصالح مرتضى فإنه كان سيصطدم بنص نفس القانون الذى يحظر ترشيحه لانتخابات النادى.
المشهد العام يسوده الآن الاستياء والغضب خصوصا مؤيدى مرتضى منصور بعد صدور حكم محكمة القضاء الإدارى، بينما ساد الارتياح خصومه، وخاصة المتصارعين على منصب رئيس النادى فى الانتخابات المقرر إجراؤها فى شهر يوليو المقبل، وإن كان الغموض مازال يفرض نفسه على خريطة الانتخابات بصفة خاصة على مقعد الرئاسة لعدم وضوح مواقف بعض الأسماء التى تردد خوضها الانتخابات وبالتحديد كل من الكاتب الصحفى مرسى عطاالله رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام وإن كان أكد للمقربين خوض الانتخابات ولكنه لم يعلن موقفه رسميا حتى كتابة هذه السطور، بالإضافة إلى أن ممدوح عباس رئيس المجلس المعين رغم أنه أعلن رسميا خوض الانتخابات، فإنه وفق ما أعلنه المقربون منه بأنه قد يفجر مفاجأة ويتراجع فى اللحظات الأخيرة قبل فتح باب الترشيح رسميا يوم 10 يونيو المقبل. وفى المقابل تأكد خوض كل من الدكتور كمال درويش رئيس النادى الأسبق، والدكتور إسماعيل سليم نائب رئيس النادى الأسبق، والمندوه الحسينى أمين صندوق النادى السابق، والمهندس رؤوف جاسر عضو مجلس الإدارة الأسبق فى حالة عدم ترشيح ممدوح عباس، وسوف تتضح الصورة الحقيقية لخريطة الانتخابات بعد فتح باب الترشيح!
ورغم هذا كله فالمؤشرات والمشاورات والاتفاقات كلها أجمعت على أن الدكتور كمال درويش سوف يخوض الانتخابات على مقعد الرئاسة وضم إلى قائمته كلا من ياسر إدريس وعزمى مجاهد وهانى زاده.. وترك باقى القائمة خالية أو مفتوحة، أما الدكتور إسماعيل سليم فقد أكد أنه سيترك قائمته مفتوحة حتى فتح باب الترشيح، بينما تمثلت المفاجأة فى إعلان المندوه الحسينى خوض الانتخابات على مقعد الرئاسة ومعه ياسر إدريس وعزمى مجاهد، رغم ما أثير من قبل أنه اتفق مع مرسى عطاالله أثناء زيارته له بمكتبه بالأهرام على خوض الانتخابات فى قائمته، بينما أعلن رؤوف جاسر خوض الانتخابات فى قائمة ممدوح عباس وفى حالة ما إذا تراجع عباس فى اللحظات الأخيرة سوف يخوض الانتخابات على مقعد الرئاسة، وبذلك أيضا بات فشل اجتماع مرسى عطاالله المزمع عقده مع إسماعيل سليم لضمه إلى قائمته مؤكدا بعد أن تمسك إسماعيل سليم بخوض الانتخابات على مقعد الرئاسة، فى حين أنه لو خاض مرسى عطا الله الانتخابات من المتوقع انضمام كل من أحمد جلال إبراهيم وهانى العتال إلى قائمته فى الوقت الذى مازال فيه اسم ياسر إدريس يتأرجح بين قائمتى كمال درويش وإسماعيل سليم. ويتوقع الجميع أن يشهد النادى معارك ضارية على انتخابات الرئاسة بصفة خاصة بعد أن زاد عدد المرشحين، وصراع المال بين ممدوح عباس والمندوه الحسينى، ولذا هناك من طالب بضرورة خوض مرسى عطاالله الانتخابات باعتباره صوت العقل فى النادى وتمتعه بقبول واحترام الجميع. فى المقابل اتهم بعض الأعضاء اللائحة الجديدة للأندية بأنها وراء الأزمة الحالية، حيث أشعلت الصراع على منصب الرئاسة والتى لاتعترف بمنصبى نائب الرئيس وأمين الصندوق فى إشارة بأن اللائحة القديمة كان من الممكن أن تحل الكثير من المشاكل فى الانتخابات والصراع على مقعد الرئاسة بهذا الشكل الذى لم يشهده النادى من قبل، ورغم تأكيد البعض بأن اللائحة الجديدة سوف تتيح الفرصة للاستقرار داخل النادى، خاصة أنه مطلوب نجاح مرشح واحد فقط على مقعد الرئاسة، وبذلك سيتخلص النادى من مشاكل المتصارعين على مائدته الدسمة بعد أن خسر مرتضى منصور قضيته فى القضاء الإدارى بغض النظر عن طعنه فى الحكم لدى الإدارية العليا بمجلس الدولة، بالإضافة إلى أن اللائحة الجديدة ستريح المرشحين من مواقف الخيانة التى حدثت فى الانتخابات السابقة والتى تبادل فيها بعضهم الاتهامات وكانت كما وصفها بعض أعضاء النادى بأنها كانت «أقذر» انتخابات شهدها الزمالك والتى تمثلت فى تصفية الحسابات بين الجميع. من ناحيته يرى الدكتور إسماعيل سليم نائب رئيس النادى السابق أنه الأحق برئاسة النادى فى دورته القادمة، وأنه من الطبيعى أن يخوض الانتخابات على مقعد الرئاسة، خاصة أنه كان بمفرده منذ عام 2005 وتأخر على رئاسة النادى رغم أنه كان مطالبا بترشيح نفسه للرئاسة منذ الانتخابات الماضية.
وأضاف سليم: سوف أمضى فى طريقى وسأخوض الانتخابات على مقعد الرئاسة ولن أنظر لغيرى سواء استمر مرتضى منصور أم لا، ولاتشغلنى الجوانب المالية فعندى الحل، وقد حان الوقت لأن يعتمد الزمالك على نفسه وإن لم نثريه بفكرنا فلاداعى لوجودنا، كما أن لغة المال مطاطة لأننا لانريد المال لإفساد النادى، وإنما نريده لبناء النادى ولن يفكر فى مصلحة الزمالك إلا أبناؤه الذين عرقوا فيه، فنحن امتداد لحلمى زامورا ونور الدالى اللذين خرجا من طين النادى. ما يهمنى والكلام مازال للدكتور سليم أن يخرج فرع النادى فى 6 أكتوبر إلى النور لأنه المستقبل وأن نعيد بناء المقر الرئيسى الذى خربوه، وإذا كانت أرض مرسى مطروح أو أكتوبر قد ضاعت فسوف نعيدهما.
بينما أكد لنا الدكتور كمال درويش رئيس نادى الزمالك أنه سيخوض الانتخابات على مقعد الرئاسة بصرف النظر عن أن هناك أموراً كثيرة لم تتضح، وأنه سيخوض الانتخابات بقائمة تضم كلا من ياسر إدريس وهانى زادة وعزمى مجاهد بينما ستظل الأماكن الشاغرة مفتوحة لمن يريد الانضمام إليها، كما أوضح أنه لا يعرف ماذا يريد المندوه الحسينى بالتحديد، لأنه ذهب إلى مرسى عطاالله وأكد له أنه سيخوض معه الانتخابات فى قائمته ثم ذهب إلى مرتضى منصور وقال له نفس الكلام، ومن قبل أعلن أنه سيخوض الانتخابات معى أميناً للصندوق ثم قال نائباً للرئيس، وأعتقد أنه يريد كل شىء عضوية مجلس الشعب ورئاسة نادى الزمالك وجمعية المدارس الخاصة، ولأن ظروف النادى صعبة أضاف درويش: أرى أنه من الأفضل الاتفاق على مجموعة واحدة لمصلحة النادى الذى يمر بمرحلة انتقالية تقتضى ضرورة توافر الاستقرار، ولكن للأسف باءت كل الجهود بالفشل وأصبح من الصعب الاتفاق على رئيس واحد والجميع يقف خلفه. فى المقابل أكد المندوه الحسينى أمين الصندوق نادى الزمالك السابق أنه قرر بصفة نهائية خوض الانتخابات على مقعد الرئاسة وأنه إلى الآن لم يحدد القائمة التى سيخوض بها الانتخابات، وأن المشاورات والاتصالات مستمرة لإعداد القائمة الانتخابية القادمة، وأن معالم وملامح قائمته ستتضح أكثر عند فتح باب الترشيح يوم الثلاثاء القادم، مشيراً إلى أنه من الطبيعى أن تشهد هذه الفترة من عمر النادى الكثير من الأقاويل والشائعات والاتهامات. أما رءوف جاسر عضو مجلس إدارة نادى الزمالك الأسبق فأكد أنه لن يخوض الانتخابات مع إسماعيل سليم أو مع كمال درويش لأنهما على النقيض وقد استقلت من قبل من مجلس الإدارة الذى كان يجمعهما ولم أدخل الانتخابات دورتين بسببهما أيضاً، ولهذا فغير مطروح إطلاقاً أن أخوض مع أى منهما الانتخابات فى قائمته وهناك احتمال أن أخوض الانتخابات على مقعد الرئاسة بمفردى إذا لم يكن ممدوح عباس جاداً فى خوضها، فبعد قضية مرتضى منصور الفرص زادت لمصلحة ممدوح عباس، وأنا شخصياً غير مهتم بخوض الانتخابات بدليل استقالتى من قبل وعدم خوضها دورتين، وأرى أن من تولوا المسئولية فى مجلس الإدارة من قبل أصابوا وأخطأوا ووصل النادى فى النهاية إلى ما وصل إليه، والذى لم يكن بسبب مرتضى منصور بمفرده، فلم يعد للنادى موارد أو منشآت أو مال، والزمالك يحتاج الآن إلى تنمية موارد وأموال كثيرة وكفى ما أخذوه وما فعلوه، وأنا مع التيار الجديد، لهذا قررت التضحية بخوض الانتخابات مع عباس مقابل صلاحيات فى المكتب التنفيذى، وأعضاء النادى يريدون التجديد، ودخول مرسى عطاالله الانتخابات يعنى التجديد أيضاً، ولكن سمعت أنه ينسق مع المندوه الحسينى وجلال إبراهيم وهى وصاية أرفضها على النادى، كما رفضت من قبل شطب مرتضى منصور لأنه كان غير قانونى فى المرة الأولى وكان خطأ، والزمالك استفاد الآن من عدم وجوده وغير معقول ما يحدث الآن بغير أسباب منطقية والذى لا ينذر بأى خير بسبب التربيطات وأخشى على النادى مما يجرى، وسوف أكشف للجميع الألاعيب التى تحدث لأنه حرام ما يحدث فعلاً، فنحن نريد أن يفيق النادى من كبوته، وممدوح عباس يحب النادى ويدفع من جيبه، والزمالك يحتاج إليه حتى يقف على قدميه. أما ممدوح عباس فأكد لنا أن سعادته بفوز فريق الكرة بكأس مصر ليس هدية له فقط وإنما لجماهير وأعضاء الزمالك، ويعنى أن ثمرة كفاحه مع النادى خلال الفترة الماضية وضحت للجميع، لأنه مهما بذل من جهد من أجل إعادة بناء النادى فلن يظهر هذا كله بدون الفوز ببطولة تعوض ضياع بطولة الدورى، وأن ما أنفقه على نادى الزمالك كان لحبه الشديد له، وأن الخلافات التى حدثت مع بعض أعضاء مجلس الإدارة طبيعية وكانت لمصحلة النادى أولاً وليست لمصلحة شخصية، وأضاف عباس: أنا مصمم على دعم فريق الكرة واستمرار سياسة بناء النادى مرة أخرى، فقد حان الوقت ليستعيد الزمالك مكانته الرفيعة مرة أخرى بعد الكبوة التى تعرض إليها، والجهد الذى أبذله ليس سهلاً كما يتصور البعض، لأن عملية بناء ناد كبير من الصعب أن يقوم بها شخص بمفرده، ورغم ذلك فقد بدأت ملامح العمل الجاد والبناء تظهر لأن حبى للزمالك بلا حدود، خاصة أننى لا أسعى لمصلحة شخصية أبداً.